June 24, 2025

ARABIC NEWS

أسواق الخليج ترتقي على أجنحة النفط… قبل أن ينطق الفيدرالي بالحُكم

أسواق الخليج تبتسم مجددًا.. والذهب الأسود يعيد الأمل لعروق المال

في مساءٍ ماليٍّ هادئ، غفَت فيه القلوب على أنفاس الدولار وترقبت فيه العيون هَمْس الفيدرالي الأمريكي، تنفّست أسواق الخليج بعض النور، وانتعشت شرايين المال تحت دفء انتفاضة أسعار النفط، ذاك الساحر الأبدي الذي يحركُ الأمواج من أبو ظبي إلى الدوحة، ومن جدّة إلى دبي.

نفطُ الصحارى… ينفُض غبار الخسارة

عاد الذهب الأسود ليكتب فصلًا جديدًا من التألق، مرتفعًا بأكثر من دولار للبرميل، بعد موجة هبوط مفاجئة سبّبتها قرارات أوبك+ بزيادة الإنتاج. لكنّ قوى السوق الخفية، من العوامل الفنية إلى شهية الصيادين في قاع الأسعار، جعلت البرميل يعلو من جديد، في معركة لا تنتهي بين العرض والطلب، بين القلق من تخمة السوق، والأمل بأن يبقى النفط الملك المتوّج على عرش الأسواق الخليجية.

المملكة تتماسك.. والمؤشر السعودي يتقدم بخطى خفيفة

السوق السعودية، كقافلة تتحرّك على رمال متحرّكة، حققت مكاسب طفيفة بنسبة 0.1%مصرف الراجحي والبنك الأهلي السعودي، كجبلين شامخين، سجّلا ارتفاعًا بـ0.9%، كأنهما يرفرفان بأجنحة من ثقة في سماء من ترقّب.

وقال ميلاد عازر، محلل الأسواق لدى XTB MENA:

“إن السوق السعودية تتأنّى في خطواتها، حيث لا تزال القطاعات تسير بإيقاع متباين، بانتظار النتائج القادمة من كبرى الشركات، كأنها موسيقى بلا نهاية تنتظر نغمة الحسم.”

في سماء الطيران.. تحلّق آمال جديدة

ومن رُكن آخر في المملكة، حلّق خبر جديد: شركة فلاي ناس، المدعومة من الأمير الوليد بن طلال، تعلن أنها تستعد لطرح أسهمها للاكتتاب العام هذا الشهر، في أول طرح عام أولي (IPO) لشركة طيران خليجية منذ عشرين عامًا. إنّه زمن التحليق المالي، حيث تُولد الفرص من عنق السماء.

دبي تنبض بالحياة.. وإعمار تقود الركب

في دبي، المدينة التي لا تنام، ارتفع المؤشر الرئيسي بنسبة 0.2%، يرقص على أنغام إعمار العقارية التي قفزت 2.6%، وكأنها تُعيد كتابة قصيدة النجاح في دفاتر الأسهم.
البنية التحتية، العقارات، الأبراج التي تناطح الغيم، كلها تصنع سمفونية الارتفاع الهادئ في سوقٍ يعرف متى يسير، ومتى يجري.

أبو ظبي… المدينة التي تثق في المستقبل

سوق أبو ظبي اختتمت تداولاتها بارتفاع 0.6%، مدفوعة بتدفقات استثمارية هادئة ولكن واثقة، حيث تراهن الإمارة على طاقة الشمس والرياح، وتبني مستقبلها من نور الاستدامة.

الدوحة تزهر مجددًا.. والبنك الوطني يتقدّم الصفوف

أما في قطر، فقد تنفّس المؤشر العام الصعداء، مرتفعًا 0.3%، فيما صعد بنك قطر الوطني، عملاق المال في الخليج، بنسبة 1.1%، في حركة تعكس ثقة المستثمرين في أساس اقتصادي راسخ، يقف في وجه الرياح العالمية.

بين الفيدرالي والدولار… أنفاس معلقة

العيون لا تزال مشدودة نحو الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث يُنتظر قراره المصيري بشأن أسعار الفائدة.
منذ ديسمبر الماضي، بقيت أسعار الفائدة في نطاق 4.25% إلى 4.50%، كقيد لا ينفكّ، لكنه أيضًا درع أمام تضخم جامح.
قرارات الفيدرالي لا تمسّ أمريكا وحدها، بل تمتد كأمواج المحيط إلى الخليج العربي، حيث ترتبط العملات، من الريال السعودي إلى الدرهم الإماراتي، بالدولار، فتتأثر السياسة النقدية هناك بوشوشات واشنطن.

الصين وأمريكا.. هل تعود لغة الود؟

على الهامش، تنظر الأسواق إلى آفاق جديدة قد تُفتح بين بكين وواشنطن، بعد أن أعلنت الصين أنها تُقيّم عرضًا أمريكيًا لإجراء محادثات حول الرسوم الجمركية. إن تحسّن العلاقات التجارية بين القوتين العظميين قد ينعكس إيجابيًا على مزاج الأسواق، ويعيد الطمأنينة إلى النفوس المرتجفة في أروقة البورصات.

كلمة أخيرة… القصيدة مستمرة

هكذا تمضي أسواق الخليج، لا تنكسر، بل تلين، تنتظر، ثم تنهض.
ما بين عواصف النفط، وهمسات الدولار، وثقة المستثمر، يُكتب الشعر الجديد في دفتر المال الخليجي، وتبقى العيون على الأفق، مترقبة القرار، باحثة عن الضوء.

إذا كنت تريد قراءة المزيد من المعلومات حول كيفية زيادة حركة المرور إلى موقعك الإلكتروني، فقط قم بزيارة